لو هي كده في عيوننا ..
طيب هم شايفينها إزاي؟!
يأتي السائحون إلي مصر من أرجاء العالم لكي يتمتعوا بمشاهدة حضارتنا ومناطقنا السياحية الخلابة كل عام وتختلف اهتمامات السائحين الشباب الذين يفضلون قضاء إجازتهم علي سواحل الغردقة وشرم الشيخ عن السائحين كبار السن الذين يفضلون الاستمتاع بعبق الحضارة المصرية وفي الحالتين يشكو السائحون مر الشكوي بسبب المعاملة التي تعطي انطباعات سيئة عنا كبلد سياحي اسمعوا ماذا يقول الزوار الأجانب عن مصر
..'خليط من الحب والاستياء تجاه هذا البلد العظيم' هكذا بدأت ' هيلينا فرنسية ' حديثها عندما سألنا عن شعورها تجاه مصر وقالت:
اخترنا زيارة مصر لأننا نبحث عن كل ما هو أصيل وتقليدي فكلما تجولنا بين الآثار الفرعونية بهرتنا حضارتهم وذكاؤهم ومدي التقدم الذي كانوا يعيشون فيه ولكن الشيء الوحيد الذي أثار استياءنا داخل مصر كان الازدحام المروري الذي كان دائما يعطلنا عن مواعيد رحلاتنا داخل مصر التي كنا نفقدها بسبب الازدحام المروري الذي يتسبب في تأخيرنا عليها.
أأتيت إلي مصر العام الماضي وشاهدت العديد من الآثار المصرية القديمة التي بهرتني وجعلتني أتأكد أن حضارة مصر أقوي وأعظم بكثير من أي حضارة قرأت عنها أو ذهبت لمشاهدتها في العالم ولكن رغم كل هذا صدمتني الطريقة الغريبة التي يقود بها المصريون السيارات في الشارع و تعجبت كثيرا لأساليب البيع في مصر فقد أصر أحد البائعين بخان الخليلي أن اشتري منه وعندما رفضت عاملني بمنتهي السوء .
أما ' أوسينيف السائح الروسي ' فكان رأيه مختلفا تماما عن مصر:
زيارتي لمصر هي الأولي وقد تكون الأخيرة فبداية من نزولنا المطار المتكدس بالناس في شرم الشيخ ونحن نشعر بالانزعاج خاصة من النظام الأمني المبالغ فيه الذي يشعرنا أن هناك خطرا ينتظرنا في كل مكان نذهب إليه ذلك فضلا عن عشوائية السير في الطرق السريعة وعدم التزام السائقين بالحارات المرورية فللأسف لا يوجد تنظيم نهائي من قبل شركات السياحة للأماكن التي سوف نقوم بزيارتها كما أن معلوماتنا عن هذه الأماكن اكبر بكثير من معلومات المرشد السياحي الذي يصطحبنا .
مصر ..شغل سيما!!معظم الشباب لم يشاهدوا مصر زمان علي حقيقتها ولكن أكيد شاهدوها في الافلام والكثيرون قد لايعرفون تاريخ مصر ولكن يرونه كما يرونه من خلال الافلام وربما الكثيرون نسوا اللهجة المصرية قديما ولكن من شاهد الأفلام يتذكرها وفي الواقع ربما تغيرت بعض الأماكن وتبدلت لكن من خلال السينما نستطيع معرفة أصلها وأصلنا قد يشاهد البعض الآفلام ويري أنها تسيء لمصر, والسؤال هنا هل مصر هي التي في الافلام؟
هذا ماسنعرفه من الناقد الفني طارق الشناوي الذي يقول: السينما توثيق للمكان والبلد والزمان واللهجة والتاريخ بغض النظر عما إذا كان الفيلم سياسيا أو كوميديا أو اجتماعيا أو كان روائيا أو تسجيليا أو كان عظيما أو متواضعا فالسينما توثق الأماكن وتوثق البلاد من التصوير داخلها وصورة مصر تختلف في الأفلام علي حسب زاوية الرؤية بمعني أن هناك كثيرا من المصريين يغضبون عندما تقدم المصرية في صورة راقصة او تصور رجلين يأكلان علي عربية فول أو عند تقديم الاحياء العشوائية لأنهم عندما يسافرون خارج مصر يجدون ان زملاءهم في العمل من اجانب أو خليجيين ترسخ في ذهنهم أن كل المصريين مثل الفيلم وأنا رأيي أننا لابد أن نتخلص من هذه الحساسية المفرطة بمعني أننا لابد أن نفهم أن في كل دول العالم يوجد عشوائيات وقاذورات واعتقد أنه لايسيء لمصر تصويرها ولكن يسيء لمصر وجودها بدون حل
فالسينما شاءت ام أبت هي توثيق لمصر ويعرف الناس البلد من خلالها فعندما نأتي للسينما في مصر ونحن بدأنا السينما تقريبا مع السينما في العالم في القرن الماضي وأتذكر فيلم صوره الاخوة لومير عن كوبري قصر النيل عند بنائه عام 1896 وأيضا فيلم عن نفس الكوبري بعد مرور قرن من الزمن عام 1996 فعرفت الي أي مدي السينما وثقت المكان وكانت القيمة ان الاخوة لومير من صوره ايضا ومثلا في الافلام القديمة رأينا ان شوارع مصر كان لايوجد بها ازدحام مثل فيلم حياة او موت لكمال الشناوي فكان جزءا كبيرا من تصوير الفيلم في الشارع وكانت الشوارع خاوية فعلمنا ان الشوارع لم يكن فيها ازدحام والسينما ايضا توثيق للغة بمعني ان اللهجة تتغير من وقت لاخر فزمان كان يقال نينة فهل يقول احد هذه الكلمة الان طيب حد بيقول الان جملة صدقيني انا بحبك اكيد لا وكان زمان الناس بتقول سعيدة ولايقولون سلامه عليكم فيرد عليه الاخر سعيدة مبارك فلهجتك القديمة لن تعرفها الا من الافلام القديمة ولم يكن في السينما زمان يقال لا اله إلا الله فيرد عليه الاخر محمد رسول الله فلم يكن هذا التعبير موجودا في المجتمع المصري وظهر مؤخرا منذ 15 سنة مع المد الديني فعلي المستوي الاجتماعي تستطيع من خلال مفردات صغيرة أن تتعرف علي مصر القديمة وتاريخ السينما ليس في الافلام العظيمة فقط ولكن بكل الافلام فلا نستطيع قول ان الافلام العظيمة تؤرخ وفيلما مثل مخيمر رايح جاي لايؤرخ فكل الافلام تؤرخ فالسينما غصب عنها ودون ان تقصد توثيق لتاريخنا... وعن ان السينما تسيء لمصر فأنا اري ان السينما لم تسئ لمصر ولكن نحن من اسأنا اليها اتذكر عام 1991 عندما اخرج يوسف شاهين فيلم القاهرة منورة بأهلها وعرض هذا الفيلم في مهرجان كان اعتبره كل من شاهده مسيئا لمصر وطالب البعض بسحب
الجنسية من يوسف شاهين وطالب البعض الاخر بحبس شاهين وانا تصديت لذلك في نقابة الصحفيين ومعي الاستاذ مجدي مهنا ـ رحمه الله ـ رئيس اللجنة الثقافية في النقابة وقتها وكنت انا المسئول عن السينما ودافعنا عن حق يوسف شاهين فيما يقصد بان القاهرة منورة باهلها ونشرت جريدة اخبار اليوم وقالت ان الفيلم مسيء لمصر وكتاب كبار كانوا في المهرجان رددوا هذا الكلام بل وبعضهم حاول التحرش بيوسف شاهين وهو في كان واذا تذكرتم الفيلم كان يتعرض لكل المشاكل الموجودة في المجتمع ولا أعتبره مسيئا وهو طبعا لا يسيء وفي رأيي لايوجد اي فيلم عمل في تاريخ السينما اساء لمصر كما ان مصر اذا تأثرت سمعتها بفيلم تبقي بلد هش جدا فالبلد لا تستطيع اي اشارة هزه بمعني اننا اذا عملنا فيلما يصور ان مصر بلد مليء بالرشي والحقيقة انها بدون رشي اكيد الحقيقة ستكسب فبالتالي لايوجد في السينما
مايسيء لمصر والاساءة الحقيقية ان ندفن رءوسنا في الرمال ونقول ان مصر عظيمة ومصر هي امي ونيلها هو دمي وبعد ذلك نكتشف ان النيل ملوث والهواء ملوث فمن الذي اساء لمصر؟
اساء لها من لوث هواءها ونيلها وليس من صور تلوث هوائها ونيلها واكيد مصر هي التي في الافلام.
تم نقل الموضوع عن مجلة الشباب