البائعون اتهموا الماس الكهربائي وتعنت المسئولين:
نار في قلب الإسكندرية!
تحقيق:رامي ياسين
التجار ينظرون بحسرة على الدمار الذى لحق ببضائعهم
فوق أكوام من الرماد والبضائع المحترقة والسيارات المتفحمة جلس ضحايا الحريق الذي شب في قلب الاسكندرية بمنطقة المنشية, فقد التهمت النيران الحلم الجميل لبسطاء من الرجال والشيوخ تعبوا من مطاردة شرطة المرافق لهم والركض في الشوارع ببضائعهم هروبا إلي الاستقرار في أكشاك خشبية ينادون فيها علي بضائعهم في انتظار الرزق والأمل في غد مشرق.
الحريق والعشوائية أضاعا مورد الرزق الوحيد لنحو600 أسرة والمتهم هو ماس كهربائي نتيجة الوصلات غير المطابقة للمواصفات تشير إليه أصابع المسئولين, بينما تشير أصابع الضحايا إلي المسئولين لرفضهم إدخال الكهرباء إليهم بطريقة مشروعة بعدادات علي الرغم من تخصيص تلك المنطقة لهم.
الضحايا يتحدثون
كمال أحمد إبراهيم أكد أن محافظ الاسكندرية عادل لبيب حاول في يونيو2006 تقنين أوضاع الباعة الجائلين في منطقة وسط المدينة وتخصيص تلك المنطقة أمام سنترال المنشية لاقامة اكشاك فانتشرت الفرحة في نفوس وقلوب البائعين بحثا عن الاستقرار ولأنه تم تخصيص90 سم لكل بائع ونظرا لضيق المساحة فقد اشترك البائعون في عدة مساحات لعرض البضائع من الملابس, وكانت الاكشاك بلا مصدر كهربائي, ويضيف أحمد أحمد عبدالخالق أن جميع البائعين قاموا بسداد مبلغ170 جنيها عن كل كشك بإيصال من الغرفة التجارية, ثم توقفت الغرفة عن استلام المبالغ المالية بعد رفض المحافظة إدخال الكهرباء إلي السوق ليضطر البائعون إلي سرقة التيار من أعمدة الإنارة.
أما عرفة محمد فقال إنه يشارك ثمانية أفراد آخرين في أحد الاكشاك حاولوا إدخال المرافق بلا جدوي وتقدموا برسم هندسي لبناء السوق بشكل حضاري من الألوميتال إلا أن المحافظة جددت رفضها إدخال الكهرباء وفوجئوا بتحرير مخالفات لهم بلغت غراماتها23 ألف جنيه وتم تخفيضها إلي15 ألف جنيه تم سدادها علي أمل تقنين أوضاعهم ولكن بلا جدوي حتي حدثت تلك المأساة.
ويروي شعبان رمضان لحظات الحريق المروعة: كانت الساعة تشير إلي الثانية عشرة والنصف وفجأة حدثت شرارة وماس كهربائي في عمود انارة ملاصق لاحد الاكشاك لتلتهم النار المشمع الذي وضعه الباعة فوق الاكشاك الخشبية لحمايتها من المطر, وبسبب الرياح الشديدة انتشرت النيران وامتدت إلي واجهة سنترال المنشية وحاولنا اطفاءها لانقاذ السوق باستخدام طفايات الحريق ولكنها كانت تنفجر.
ويضيف صلاح الدين احمد ان سيارات الاطفاء جاءت عقب الحريق بعشرين دقيقة ونجحت في السيطرة علي النيران خلال ساعة ونصف, ولكنها كانت قد قضت علي السوق والبضائع التي تقدر بـ5 ملايين جنيه دون وقوع ضحايا, والآن ينتظر البائعون قرار المحافظ باعادة السوق أو تعويضهم..
الأعمدة بلا إنارة!
بالرغم مما قاله الباعة إلا أن المفاجأة التي فجرها المهندس إبراهيم ماضي رئيس شركة الكهرباء بالاسكندرية تبرئ الماس الكهربائي لأن الشركة قامت بفصل الكهرباء عن أعمدة الانارة نظرا لقيام البائعين بسرقة التيار الكهربائي, واكد ان الشركة لا تستطيع أن تقدم مصادر الكهرباء دون موافقة من الجهة الإدارية أو الحي وذلك بعد أن رفضت إدخال الكهرباء لهم.
موقع بديل
ومن جانبه عقد اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية لقاء مع15 من الممثلين عن الباعة الجائلين وضحايا الحريق, وكشف المحافظ عن أن التراخيص حصل عليها15 شخصا فقط هم المسجلون في الغرفة التجارية ولكن بعض الأشخاص قاموا بالتأجير من الباطن, واكد ان التعامل سيقتصر علي المقنن أوضاعهم فقط بعد أن كشف الحريق عن أن هذا المكان لا يمكن إقامة سوق به مرة أخري لخطورته علي مناطق حيوية بوسط المدينة خاصة سنترال المنشية وجامعة سنجور, مشيرا إلي أنه سيتم نقل السوق إلي منطقة أخري أكثر أمانا بالتعاون مع رؤساء الأحياء لتوفير مكان آمن للبائعين.
الاهرام23/2/2009