بالثقة بالله والإيمان به
تخلص من القلق وابدأ حياتك
نتيجة للضغوط التى تحاصرنا فى كل مكان ، أصبح القلق والتوتر سمة من سمات العصر ، الأمر الذى يؤدى إلى الإصابة بالأمراض العضوية المزمنة ، وأشارت دراسة أمريكية لجامعة هارفارد إلى أن القلق يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة وخاصة عندما تستمر هذه الانفعالات فترات طويلة من الزمن، ومن أهم هذه الاضطرابات أمراض الجهاز الهضمي والقولون بالإضافة لأمراض القلب والجهاز التنفسي.
ويؤكد د. محمد سعد عبد اللطيف أستاذ الكيمياء الحيوية واستشاري التغذية الصحية بجامعة القاهرة لمحيط أن النساء هن الأكثر عرضة للأرق ، ففي مقابل 10 سيدات يصاب رجل به واحد ، مع زيادة هذه النسبة لمن تجاوزوا عمر الـ 35 ، وأرجع سر ذلك إلى أن النساء أكثر تأثراً بالضوضاء والملوثات الأمر الذي يزيد من الضغوط لديهن.
خطة يومية
وأشار إلى أنه من السهل عمل خطة للتخلص من التوتر والقلق ، حيث يلعب النوم الصحي أثاراً إيجابية لسلامة المرأة ،و ينصحك د. سعد باتباع الخطة الآتية لتتخلصي تماماً من شبح الأرق :-
- عودى نفسك على الحصول علي قدر من الراحة (1 : 2) ساعة يومياً "القيلولة" أثناء النهار ما بين صلاة الظهر والعصر.
- خصصي وقت ثابت للذهاب إلي الفراش للحصول على قسط وافر من النوم ، مع الحرص على أن يكون مبكراً وفي ميعاد محدد ،بحيث تتراوح ساعات النوم مابين 5 :7 ساعات متواصله.
- قبل النوم بـ (10-30) دقيقة انقعي قدميكِ في ماء ساخن لمدة (10-15) دقيقة.
- مارسي بعض التمارين الرياضية بعد صلاة الفجر وقبل تناول وجبة العشاء لمدة (7-10) دقيقة .
- الاقلاع عن تناول المشروبات المنبهة من بعد صلاة العصر أو أي طعام غني بالدهون في العشاء.
- احذري تناول الأدوية المهدئة إذ أن تعاطيها بصورة مستمرة لمدة تزيد عن شهر يؤدى لزيادة حالات الأرق .
- احرصي على تناول العصير الأخضر مرة أو مرتين خلال اليوم ، ويمكنك إعداده من أوراق النباتات الخضراء مع الماء وضربه بالخلاط ويشرب طازج.
- بإمكانك تجنب الأرق عن طريق تناول حبوب مسلوقة في وجبة العشاء ولكن بدون خبز .
الحسم من البداية
كما قدم "ديل كارنيجي" مؤسس معهد العلاقات الإنسانية بنيويورك نصائح للرجال والنساء على حد السواء خلال كتابه "دع القلق وابدأ الحياة" ست نصائح تقيك من الإعياء والقلق تحفظ لك نشاطك وحيويتك.
1 – أسترح قبل أن يدركك التعب.
2 – تعلم كيف تسترخي وأنت تزاول عملك.
3 – إذا كنتِ زوجة ، فتعهدي صحتك وجمال مظهرك بالاسترخاء فى منزلك.
4 – اكتب هذه العادات الاربع :
* أخلِ مكتبك مما عليه من الأوراق باستثناء ما يخص المسألة التى بين يديك.
* افعل الأهم فالمهم؟
* حين تعترضك مشكلة احسمها فور ظهورها؟
* تعود النظام والركون إلى الغير ، والإشراف.
5 - لتتقي القلق والإعياء أضف إلى عملك ما يزيد استمتاعك به.
6- تذكر أن أحداً لم يمت أرقاً ، وإنما القلق الذي يلازم الأرق هو مبعث الخطر.
السر فى "الرضا"
أما الإمام محمد الغزالى فقد طرح فى كتابه "جدد حياتك" طريقة روحانية للتغلب على القلق والتوتر ، وهو "الصراط المستقيم" حيث استشهد بفاتحة الكتاب (اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) إنه المنهج الذي يشقه المرء لنفسه بين مشكلات الحياة والخط الذي يلتمس فيه الصواب بين وجوه الرأى.
وكلما استمسك المرء بعرى الاستقامة واستكشف الحق فيما يعرض له من مسائل اليوم والغد فإنه أدنى إلى التوفيق ، إذا أن الخط المستقيم أقرب مسافة بين نقطتين ، وصاحبه يكون أبعد عن التخبط فى شتى المنحنيات والمتعرجات.
وأكد الغزالي أن الاهتداء هو أفضل الطرق للتخلص من القلقل ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر جنح إلى الصلاة يضم إلى عزيمته وجلده .
وقد يخبط المرء فى الدنيا خبط عشواء ولا يستطيع أن يقدر الحقائق المحيطة به ، والله عز وجل نهى عن الشرود وراء الأوهام والتخمينات فقال (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) سورة الإسراء
فليستخدم الإنسان فكره وحواسه فى التعرف على ما حوله ، وليقرر خطه بعيداً عن الظنون.
والحل السحري الذى طرحه الإمام الغزالى رحمه الله يكمن فى "الرضا" لأن القلق ينشأ دائماً من التفكير فى الغد أو ضعف الثقة بالله الأمر الذى يجعل الإنسان غير راضِ عن ما فى يده، فحب الشئ يعمى ويصم وكذلك كرهه ، ومن ثم قيل :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة .. ولكن عين المقت تبدي المساويا.
ومثل هذه الأفكار القاتمة تتكاثر وتتراكم مع ضعف الثقة بالله وبالنفس ، أما المؤمن فهو يختار أقرب الفروض إلى السكينة والرشد ،ثم يقدم وهو لا يبالى ما يحدث بعد ذلك ، وعلى لسانه هذه الآية : (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ) سورة التوبة.
وما أخطر أن تتبدد خواطر السوء ووساوس الضعف ، ويتكشف أن الإنسان يبتلى بالأوهام أكثر ما يبتلى بالحقائق ، وينهزم من داخل نفسه قبل أن تهزمه وقائع الحياة ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ . فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) سورة آل عمران.
وإلى هذا يشير المتنبي بقوله : وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى ..وما الأمن إلا ما رآه الفتى أمنا
منقول محيط