السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا اليوم اهدى لكم هذا الحوار الجميل واريد المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
يقال بأن مركز الكون هو الأرض وبالتحديد الكبعة المشرفة ؟!
وهذا الحقيقة لم يستطع العلم أثباتها ولن يستطيع أبدا ً؟!
نقلا ً من الدكتور زغلول النجار
أن توسط مكة المكرمة للكون هو منطلق من أيماننا بأن لهذا المكان المقدس كرامات لم يدرك منها غير القليل ؟!
مركزية الكون كما قلت لن يستطيع العلم أثباتها على الأقل حالينا ً فهم كما يقولون ليس للكون محور ؟
تذكروا أرسطوا الذي كان ينفي مركزية الشمس للمجموعة الشمسية في زمانه كان مخالفة هذا الفرضية أو النظرية كما كانوا يعتقدون هم مجنون مخالف لمنهجهم ؟
من كان يتوقع بأن كوبرنيوكس يولد ويجعل منها مجرد فرضية لا قيمة لها ؟؟
العلم محدود فهو لايعرف شيء أسمه الجن أو الملائكة (نحن مسلمون نؤمن بوجودها ) وجاهل بالعلم الذي أكتشفه فالمادة المعتمة لايعرف عنها شيء؟
وتذكر بأن الكون بدا من نقطة انفجار تمدد بعدها في جميع الاتجاهات بنفس المقدار ؟؟ أي هذه النقطة هي مركز الكون
واذا كانت أدلة الدكتور النجار لا ترضي هواكم !!
فخذ هذا الدليل من عالم أخر أجرى بحوث كثيرة أستغرغت مدة من حياته قبل وفاته (د:حسين كمال الدين )
وقبل كل ذلك قال الله تعالى ((إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين* فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا...*( آل عمران:97,96)
ماهي هذه الآيات البينات ؟؟
1- توسط مكة المشرفة اليابس
قام بإثبات ذلك الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين( رحمه الله رحمة واسعة) وذلك في بحث قيم بهذا العنوان في أثناء تحديده لاتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم فلاحظ تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات السبع التي تكون اليابسة.
فإذا كانت الأرض هي مركز السماوات السبع بنص الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا( تبارك وتعالي) في سورة الرحمن:
يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان*( الرحمن:33)
وذلك لأن قطر أي شكل هندسي هو الخط الواصل بين طرفيه مرورا بمركزه, وأقطار السماوات علي ضخامتها تنطبق علي أقطار الأرض علي ضآلتها النسبية بحسب نص الآية الكريمة, فلابد أن تكون الأرض في مركز الكون.
ويدعم هذا الاستنتاج ورود الإشارة بذكر السماوات والأرض وما بينهما في عشرين آية قرآنية صريحة, ومقابلة السماوات بالأرض في عشرات الآيات القرآنية الأخري.
ويدعم هذا الاستنتاج كذلك ما روي عن المصطفي( صلي الله عليه وآله وسلم) من أقوال منها:
ــ كانت الكعبة خشعة علي الماء فدحيت منها الأرض.
ــ إن الحرم حرم مناء من السماوات السبع والأرضين السبع.
ــ البيت المعمور فوق من مكة ووصفه بقوله( صلي الله عليه وآله وسلم) بأنه بيت في السماء السابعة علي حيال الكعبة تماما حتي لو خر لخر فوقها.
كل هذه النصوص تؤكد مركزية مكة المكرمة لليابسة أي الأرض الأولي, ومركزية الأرض للسماوات السبع, فالحرم المكي مركز بين السماوات السبع والأرضين السبع كما وصفه المصطفي( صلي الله عليه وآله وسلم).
ثانيا: انتفاء الانحراف المغناطيسي عند خط طول مكة المكرمة:
كذلك ذكر الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين( رحمه الله رحمة واسعة) في بحثه القيم المعنون إسقاط الكرة الأرضية بالنسبة لمكة المكرمة والمنشور في العدد الثاني من المجلد الأول لمجلة البحوث الإسلامية الصادرة بالرياض سنة1396/1395 هـ( الموافق1976/1975 م) أن الأماكن التي تشترك مع مكة المكرمة في نفس خط الطول ينطبق فيها الشمال المغناطيسي الذي تحدده الابره الممغنطة في البوصلة مع الشمال الحقيقي الذي يحدده النجم القطبي, ومعني ذلك أنه لايوجد أي قدر من الانحراف المغناطيسي علي خط طول مكة المكرمة, بينما يوجد عند جميع خطوط الطول الأخري.وحتى خط غرينش.
ثالثا: ضبط اتجاه أضلاع الكعبة المشرفة:
الكعبة المشرفة مبنية بأضلاعها الأربعة في الاتجاهات الأربعة الأصلية تماما. فضلعها الذي به المزراب والمطل علي حجر اسماعيل والذي يضم الركنين العراقي والشامي يقام في اتجاه الشمال الحقيقي, ويقابله في اتجاه الجنوب الضلع الذي يضم ركن الحجر الاسعد والركن اليماني وضلعها الذي به الباب والملتزم والذي يضم كلا من ركن الحجر الاسعد والركن العراقي يواجه الشرق تماما ويقابله الضلع الغربي الذي يضم كلا من الركنين الشامي واليماني.
وتحديد تلك الاتجاهات بهذه الدقة في زمن موغل في التاريخ كالذي بنيت فيه الكعبة المشرفة ينفي إمكانية كونه عملا بشريا.
يستحق تكراره هنا.
من الدلالات العلمية للنص القرآني الكريم
* رأي المفسرون في هذا النص القرآني الكريم الذي يقول فيه ربنا( تبارك وتعالي)
... ومن دخله كان آمنا...*
التأكيد علي أمن من دخل الي الحرم المكي علي اتساع مساحته, فكل من دخل في هذا الحرم صار آمنا علي نفسه, مطمئنا علي ماله ولو كان مطلوبا للثأر ولاذ به, كان ذلك في الجاهلية, من بقايا إجلال الناس هذا المكان, الذي كرمه ربنا( تبارك وتعالي), وفضله علي جميع الأرض, وجعله أشرف بقاعها علي الإطلاق, متبوعا في هذا التشريف الإلهي بالمدينة المنورة, ثم بيت المقدس
وفي أثناء الفتح الإسلامي لمكة المكرمة أمر رسول الله( صلي الله عليه وآله وسلم) بمناد ينادي: من دخل المسجد فهو آمن, ومن دخل داره فهو آمن, ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
وأشار بعض المفسرين إلي أن الأمن في الحرم المكي ليس للإنسان فقط, بل هو أيضا للحيوان والنبات, فقد حرم رسول الله( صلي الله عليه وآله وسلم) أن يعضد شوكه, أو يقلع حشيشه, أو يقطع شجره, أو ينفر صيده.
وقد لاحظ المراقبون أن الحيوانات الضارية لا تصطرع في الحرم المكي, ولا يؤذي بعضها بعضا, بل تخالط من الحيوانات ما تعودت علي افتراسه خارج الحرم المكي, ولا تتعرض له فيه أبدا.
كما لاحظ المراقبون أن الطيور لا تعلو الكعبة المشرفة أبدا, بل تنحرف عنها كلما طارت في اتجاهها, وكأنها هي الأخري في طواف حولها.
ويروي لنا التاريخ أن كل جبار قصد الحرم المكي بسوء أهلكه الله, ولم يمكنه من ذلك, كما حدث مع أصحاب الفيل.
وربنا( تبارك وتعالي) يقرر حمايته لبيته العتيق بقوله( عز من قائل):... ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم( الحج:25), وتحقيقا لهذا الوعد الإلهي تعجل العقوبة لمن انتهك حرمة في الحرم المكي. لذلك قال المصطفي( صلي الله عليه وآله وسلم): الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة.
قال يوم فتح مكة: لا تغزي مكة بعد هذا اليوم أبدا.
بعض الشواهد العلمية علي أمن الحرم المكي:
أولا: حماية مكة المكرمة من الهزات الأرضية والثورات البركانية:
علي الرغم من انفتاح قاع البحر الأحمر بخسوف أرضية عميقة, واتساع هذا القاع بمعدل1 ـ3 سنتيمترات في كل سنة( تقاس عند باب المندب), وعلي الرغم من تحرك الجزيرة العربية ككل في الاتجاه الشمالي الشرقي( أي في عكس اتجاه عقرب الساعة) متباعدة عن القارة الإفريقية, وعلي الرغم من السجلات الزلزالية المدونة, و(الثورات البركانية العنيفة التي تركت طفوحا هائلة من الحمم والرماد البركاني) في المنطقة قديما وحديثا, والتي تقدر بنحو2586 حدثا زلزاليا( بقدر يتراوح من3.1 إلي6.7 درجة) خلال الفترة من سنة627 م إلي1989 م, وما تلي ذلك من زلازل حتي سنة1996 م بلغ قدر أعلاها6 درجات علي مقياس ريختر( أو فوق ذلك قليلا), وامتدت من اليمن جنوبا( مثل زلزال ذمار الذي حدث في1982/12/13 م) إلي العقبة شمالا, فلم تسجل هزة أرضية واحدة في الحرم المكي كله الممتد من وادي الشميسي غربا( علي بعد15 كم من مكة المكرمة) إلي الجعرانة شرقا( علي بعد16 كم), ومن أضاه جنوبا( علي بعد12 كم) إلي التنعيم شمالا( علي بعد6 كم), وإلي وادي نخلة في الشمال الشرقي من مكة المكرمة( علي بعد14 كم), أي في منطقة تقدر مساحتها بنحو ستمائة كيلومتر مربع, وذلك علي الرغم من وقوع زلزال مروع في المدينة المنورة سنة1256 م, صاحبته ثورة بركانية عنيفة, وعلي الرغم من وجود أكثر من تسعين ألف كيلومتر مربع من الطفوح البركانية وآلاف الفوهات البركانية علي طول أرض الحجاز
وقوله( صلي الله عليه وآله وسلم): يامعشر قريش, يامعشر أهل مكة, إنكم بحذاء وسط السماء, وأقل الأرض ثيابا, فلا تتخذوا المواشي.
كل ذلك يؤكد لنا أن الأرض في مركز الكون, وأن الكعبة المشرفة في مركز الأرض الأولي, ودونها ست أرضين, وحولها سبع سماوات, والكعبة تحت البيت المعمور مباشرة, والبيت المعمور تحت العرش, هذا الموقع المتميز للحرم المكي أعطاه من الشرف والكرامة, والبركة والعناية الإلهية ما جعل من هذا الوصف القرآني:... ومن دخله كان آمنا حقيقة مدركة ملموسة لأنه دخل في أمان الله وظل عرشه, وهل يمكن أن يضام من نال شرف التواجد في هذا المكان؟؟
من هنا كان اختيار الحرم المكي ليكون أول بيت عبد الله( تعالي) فيه علي الأرض, وجعله قبلة للمسلمين, ومقصدا لحجهم واعتمارهم, وجعل الصلاة فيه بمائة ألف صلاة, والحسنة فيه بمائة ألف حسنة, لذلك قال رسول الله( صلي الله عليه وآله وسلم) في حق مكة المكرمة عشرات الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد خصوصية المكان, ومكانته عند الله( سبحانه وتعالي) ومنها قوله( عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليموعلى آله الأشراف )
هذا البيت دعامة الإسلام, من خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر كان مضمونا علي الله إن قبضه أن يدخله الجنة, وإن رده أن يرده بأجر وغنيمة.
فسبحان الذي اختار مكة المكرمة موقعا لأول بيت عبد فيه في الأرض, واختاره بهذه المركزية من الكون, وغمره بالكرامات والبركات, وقرر أن من دخله كان آمنا, وهذه حقائق ما كان للإنسان أن يدركها لولا نزول القرآن الكريم, وحفظه بلغة وحيه بحفظ الرحمن الرحيم, فالحمد لله علي نعمة الاسلام, والحمد لله علي نعمة مكة المكرمة, والحمد لله علي نعمة القرآن, والحمد لله علي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين الذي قال فيه ربه( تبارك وتعالي):
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا* وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا*
( الأحزاب:46,45)