دمج 200 ألف طفل معاق في التعليم العام:
المدرسون وأولياء الأمور: القرار ظالم للطرفين
رشا سعيد
صابر الجندي
أثار قرار وزير التربية والتعليم بدمج 10% من ذوي الاعاقات مع أقرانهم في المدارس الرسمية آراء متبانية بين المدرسين وأولياء الأمور وحتي الطلاب. ورغم أن التجربة تم تطبيقها في المنيا منذ عامين وتطبق في الخارج في الدول المتقدمة والنامية علي السواء إلا أن الجميع متخوف من توسيع دائرة التجربة. فأولياء أمور الأطفال الأسوياء يخشون من تأثر أبنائهم نفسيا بزملائهم. وأولياء أمور الأطفال المعاقين يخافون من استقبال وطريقة تعامل الأطفال الأسوياء مع ابنائهم. والمدرسون يشكون من عدم قدرتهم علي التأقلم والتفاعل مع هؤلاء الأطفال ولسان حالهم يقول ان العملية التعليمية لا تنقصها تجارب.
حديث الأرقام يقول ان لدينا 2 مليون طفل معاق في التعليم منهم 36450 طفلا يدرسون بإدارة التربية الخاصة و2500 طفل في المراكز التابعة لوزارة التضامن ومعني ذلك ان 98% من الأطفال المعاقين خارج المنظومة التعليمية.
عبدالله عبدربه ولي أمر يتساءل كيف يساوي القرار بين استيعاب وتلقي طالب معاق ذهنيا وطالب طبيعي فلو كان الطفل المعاق من حقه ان يتقبله المجتمع فمن حق أبنائنا ان يتعلموا دون ان تتأثر نفسيتهم أو عقليتهم بطفل آخر مريض.
ويضيف محمد عبدالباقي طالب ابتدائي انه لا يعرف كيف يتعامل مع زملائه الجدد أو كيف يتحدث معهم وماذا أفعل اذا تحدث أحدهم معه بلغة الإشارة التي لا أفهمها.
قرار ظالم
أما حمدي سلامة مدرس فيري ان هذا القرار ظالم لجميع الأطراف. فالطفل المعاق له مدارسه الخاصة التي يعمل لها أساتذة مدربون علي التواصل معه أما الآن فلن يجد الأطفال نفس الرعاية أو التعامل المدروس.
ويقول عيد الجيزاوي مدرس ان المدرس العادي غير مؤهل للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. فكل حالة ولها خصوصيتها وأسلوبها الخاص في التعامل. وهذا لن يقدر عليه المدرس ولا تتحمله العملية التعليمية العادية.
ويقول أحمد فكري مدرس بإحدي مدارس التربية الفكرية الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة عند إلحاقهم بالمدارس العادية سيصيبهم احباط شديد. حيث يظهر أغلب الطلاب الأسوياء خوفهم. بل وقد يتعامل البعض معهم بعنف. لذلك سيكون هناك نوع من الظلم علي الطفل المعاق.
دفاع
الدكتور رضا أبوسريع مساعد أول وزير التربية والتعليم يدافع عن القرار قائلا إنه يهدف لتوفير فرص تعليمية متكاملة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودمج ذوي الاعاقات البسيطة منهم في مراحل التعليم الأساسي.. مشيرا الي أن ذلك من شأنه تحسين حالة الأطفال الذين أظهروا استجابة للعلاج ولكن يعانون من بطء التعلم أو مشكلات في السمع أو البصر. وقد تم مراعاة ان يكون الدمج في المدارس ذات الكثافة المنخفضة. وتم تكليف هيئة الأبنية التعليمية لبناء مدارس بها أماكن مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة. ويتم في الوقت نفسه تدريب المدرسين علي طرق التدريس لهؤلاء الأطفال.
يضيف الدكتور أبوسريع انه تم تجهيز 6 مدارس لهذه التجربة هي مدرسة سراي القبة الابتدائية بالزيتون ومدرسة النصر الابتدائية ومدرسة جمال عبدالناصر الابتدائية بنين بادارة شرق شبرا الخيمة ومدرسة دار السلام الابتدائية ومدرسة نصر الدين الابتدائية بالهرم. حيث تم انشاء غرف مجهزة بأجهزة الكمبيوتر وكاميرات ديجيتال وطاولات دائرية بالاضافة لكافة ادوات مدارس التربية الفكرية وتم اعداد اليوم الدراسي للطفل المعاق حيث يقضي اليوم الدراسي مع المعلم العادي وباقي اليوم في هذه المعامل.
وتشير الدكتورة إباء حسين الأزغل المسئول التنفيذي بمركز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لجامعة عين شمس أن دمج الأطفال المعاقين ذهنيا ليس مفتوحا ولكن للحالات البسيطة أو المتوسطة مثل الأطفال المنغوليين "الدوف" الذي يمكن ان يلتحق بفصل عادي لأن مستوي ذكائهم مثل أقرانهم العاديين. أما الإعاقات الحركية والنفسية المتوسطة يمكن انشاء فصول خاصج ليكون الاختلاط خلال فترة الفسحة. وبخصوص حالات التوحد يمكن دمج الحالات التي تقدر علي التحدث مع توفير المدرسين المدربين في هذا المجال. ولكن حالات مثل التخلف العقلي الشديد لا يمكن دمجها.
أضافت ان هذا الدمج سوف يخلق نوعا من التعايش بين الأطفال. لذلك يجب توعية أولياء الأمور من الطرفين ودفعهم في هذا الاتجاه للصالح العام فمن أهم حقوق الطفل المعاق ان يتقبله المجتمع.
الجمهورية 1/3/2009