تهجير أهل القدس والصمت العالمي المريب
ما يحدث الآن من تهجير للفلسطينين من القدس كارثة أخطر مما حدث من مذابح في غزة لأن المذابح الجماعية التي ارتكبها الصهاينة في غزة لم تحقق اهدافها في تركيع الفلسطينيين رغم بشاعتها اما التهجير الذي يتم فهو يحدث في إطار تنفيذ المخطط الرامي إلي تهويد القدس تماماً وهو مخطط قديم بدأ قبل عام 1967 ويسرت له كارثة 1967 الجو المناسب للتنفيذ باتقان ودون قلاقل ومازال المخطط يتنامي.
إن التهجير الجماعي الذي يتم للمقديسيين الآن والذي يتضمن طرد 80 أسرة من منازلها تضم 1500 فرد ليس هو الأول من نوعه.. فقد تم طرد هؤلاء السكان أولاً عام 1967 من حي المغاربة واقيم مكانهم حي يهودي وها هم يطردون من حي البستان الذي يلاصق المسجد المبارك والذي تعود أبنيته إلي مائة عام وهو الأمر الذي يجعل المسجد الاقصي محاصراً بمحيط يهودي من الناحية الغربية والجنوبية والشرقية بشكل كامل فاذا عرفنا ان المحتل الإسرائيلي يغلق البوابات الحديدية والمنافذ الصغيرة في ضاحية البريدويلره الرام ليعزل 60 ألف مواطن مقدسي عن مدينتهم القدس إذا ارادوا ان يدخلوا مدينتهم فعليهم ان يذهبوا إلي رام الله ثم إلي حاجز قلنديا ليدخلوا المدينة منه.
وإذا كانت عملية التهويد ومخططها معروف وتتم علي اعين الناس فإن من غير المفهوم هو اللامبالاة التي تستغل بها مثل هذه الاخبار الكارثية فالحديث يتم تناولها بأقل من العادي وكأن شيئاً لا يحدث وكأن عملية تهجير جماعي للشعوب لا تتم ولا ادري لماذا هذا الصمت الاعلامي المريب ام اننا لا نتحرك إلا إذا تحركت وكالات الانباء الاجنبية فننقل عنها فإذا اشعلت معركة سرنا في الركاب واين منظمات حقوق الإنسان العالمية واين الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتحدث عن منهج جديد للتعامل في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
الجمهورية 28/2/2009