تعرفين تماماً أن ثمن الأحذية أصبح يوازي ثمن قطعة من الذهب، خصوصاً بعد أن تحول إلى قطعة فنية على يد مصممين كبار، أكدوا أن هذا الإكسسوار يمكن أن يتحول إلى تحفة، ما دام هناك إقبال ونساء يقدرن.
وحتى نهاية العام الماضي، بدا الأمر وكأن الأحذية ستأخذ محل الحقائب في قائمة اهتمامات المصممين والنساء على حد سواء، وكان من الممكن أن يصل ثمنها إلى ثمن سيارة، أو ربما شقة صغيرة، كما هو الحال بالنسبة لحقيبة اليد، لكن جاءت الأزمة المالية العالمية لتئد بنات أفكار المصممين وطموحاتهم، وتوقف هوس المشتريات إلى أمد غير مسمى.
فمن كانت تشتري عدة أحذية بتصميمات وخامات وألوان متنوعة، غير عابئة بالسعر، أصبحت تقتصر على واحد، أو اثنين، بتصميم كلاسيكي يمكن أن تطوعه مع عدة أزياء.
ويأتي الحذاء عالي الساق، أي «البوت»، في قائمة هذه الأحذية، لاسيما أنه لم يعد يقتصر على فصل الشتاء بعد أن أكد أنه يمنح لابسته مظهراً رائعاً مع جينز و«تي – شيرت»، أو مع قفطان أو فستان قصير، حتى في عز الصيف، عندما يكون بدون كعب وبتصميم مبتكر، مثل ذلك الذي طرحته دار «برادا» بأهداب عدة في الموسم الماضي.
ولأن الأزمة لها أحكام، فإن أي قطعة نشتريها الآن، تجب المحافظة عليها والعناية بها، حتى نستفيد منها قدر الإمكان، مع العلم أنها تحتاج إلى عناية أكبر في فصلي الخريف والشتاء، أكثر من أي وقت آخر، بسبب الأمطار وتقلبات الجو.
تقول كلاوديا تشولتز، من معهد الأحذية الألماني في أوفنباخ، حسبما نشرته وكالة الأخبار «د.ب.أ»، إنه قبل إجراء أي معالجة على الأحذية لجعلها تقاوم الطقس، عليكِ باختبار بسيط تحددين من خلاله نوعية المادة أو الخامة التي صُنع منها الحذاء.
موضحةً أن هناك رموزاً تستخدم عادة في الصناعة تساعد في هذا الأمر. فالجلد الحقيقي، مثلاً، يحمل رمزاً يشبه جلد الحيوان، والرمز الذي يأخذ شكل الماس على الفرو، يشير إلى الجلد المغلف، أما الشكل المنسوج فيستخدم للمنسوجات، في حين يرمز شكل الماسة المنفردة إلى مواد أخرى، تأتي تحت وصف ما يطلق عليه التكنولوجيا المتقدمة.
من جهته، يقول بنيامين كليمان، الذي يملك منشأة خاصة به في هامبورج، حيث تتم صناعة أحذية عالية الجودة إن الخطوة الثانية هي اختيار نوع المعالجة، شارحاً أن «المنتج الشمعي مناسب للجلد الرقيق، بينما مادة كريم غنية تناسب الجلد الخشن».
وقبل استخدام المنتج لأول مرة، على حذاء جديد، يجب أن يصبغ كله لجعله مقاوماً للمياه.
وتنصح تشولتز بتكرار عملية الصبغ، وبشكل منتظم، في حال ارتداء الأحذية كثيراً في الطقس الممطر، حتى يبقى محافظاً على رونقه ومظهره الأنيق.
ولأن الأحذية لا تتشابه فيما بينها، فإن العناية بها على الوجه الأمثل تعتمد على نوع المادة التي صُنعت منها. فأفضل معالجة للجلد الرقيق تتم بتنظيف أي أتربة أولاً بفرشاة رقيقة، ثم حكّها بعد ذلك بمنتج عناية بلون الحذاء نفسه.
أما الجلود ذات الخامات الخشنة، مثل القطيفة أو النوباك، فيفضل صبغها بالكامل، وإن كانت تتطلب طبقة جديدة من اللون، كونها أكثر عُرضة للضرر من المياه والبلل، لذلك يجب تنظيف أية أتربة تعلق بها، وإعادة صبغ الجلد بالكامل، بعد ذلك يمكن تخشينها باستخدام فرشاة تنظيف خاصة. ولجعل الجلد لامعاً يمكن من آنٍ لآخر معالجته بدهان لامع.
أما في حال ابتل الحذاء، وظهرت على أطرافه بقع بيضاء، فيمكن، حسبما تنصح تشولتز، «نقع الحذاء في محتوى من الخل، ويحك المكان الذي توجد عليه العلامات البيضاء برفق، ثم يحشى بشكل محكم بورق الجرائد». المهم أن يكون كل ما تشترينه في هذه الفترة استثماراً تستفيدين منه، إلى أن تمر الأزمة بسلام، ويبدأ ماراثون الشراء بدون هوادة.