انتقد الكاتب الصحفي سكوت ماكلويد في مقال نشرته مجلة تايم الأميركية السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، واتهمها بسوء التخطيط والفشل في العراق، وحملها مسؤولية المجزرة التي تحدث للفلسطينيين إثر الهجوم الإسرائيلي على غزة.
واستهل ماكلويد بالقول إن حادثة الحذاء في بغداد لخصت تقريبا الكارثة التي خلفتها سياسة إدارة بوش في العراق، السياسة الناتجة عن سوء التصور وسوء التخطيط في هذا البلد.
ووصف الغزو الأميركي للعراق بأنه غزو أسفر عن مقتل الآلاف، وآلاف أخرى قضت في الانفجارات وأعمال العنف الطائفية والمذهبية إثر فراغ السلطة هناك، فضلا عن المكاسب الإستراتيجية التي سلمت لإيران على طبق من فضة، والفضائح الأخلاقية المقيتة في سجن "أبو غريب" وغير ذلك الكثير.
"
حادثة رمي الحذاء بوجه رئيس الولايات المتحدة بحد ذاتها يمكن أن تمثل المعيار الذي ينبغي في ضوئه أن نحكم على أداء إدارة بوش في العراق
"
سكوت ماكلويد
بوش والحذاء
ومضى بالقول إنه باختصار، فإن حادثة رمي الحذاء بوجه رئيس الولايات المتحدة بحد ذاتها يمكن أن تمثل المعيار الذي ينبغي في ضوئه أن نحكم على أداء إدارة بوش في العراق، لمعرفة ما إذا كانت الأمور هناك أفضل مما كانت عليه في عهد صدام حسين.
لكن الحطام الأكثر مأساوية هو ذلك الذي تركه بوش خلفه في إسرائيل وفلسطين، والمتمثل في موجة العنف والهجوم الإسرائيلي على حماس في غزة، الهجوم الذي أسفر ويسفر عن ضحايا وأضرار فادحة، وهي موجة غير مجدية في نهاية المطاف، حسب الكاتب.
وأوضح ماكلويد أن تقييم نتائج العديد من الحروب وعمليات الغزو والتوغل والغارات الإسرائيلية على مدار العقود الستة الماضية، لا يجعلنا نتفاءل بأن الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة سوف يوقف "الانتحاريين" الفلسطينيين أو يسكت صواريخهم.
إهمال لا يغتفر
واختتم الكاتب بالقول إن إهمال الإدارة الأميركية الذي لا يغتفر هو المسؤول عن المجزرة التي نراها اليوم تحدث في غزة، والتي تشبه ما جرى إثر إعصار كاترينا، وتلك هي التركة التي خلفها بوش في الشرق الأوسط، وصحيح أن عملية السلام في الشرق الأوسط ليست مهمة سهلة، لكن ما يثير الشفقة هو عدم المحاولة من جانب إدارة بوش.
"
استمرار إراقة دماء الفلسطينيين في غزة، دليل آخر على سوء إدارة بوش في المنطقة
"
ومضى بالقول إن إدارة بوش أمضت فترتين في الحكم وهي تنأى بنفسها عن المفاوضات، وتدعم على غير هدى تحركات أحادية من جانب إسرائيليين متشددين، وإن تلك الضخامة في عدد القتلى بين الفلسطينيين في غزة واستمرار إراقة الدماء، ما هي إلا دليل آخر على سوء الدور الذي لعبته تلك الإدارة.
وأما جولة العنف الذي لا يوصف في غزة، فما هي إلا صراع في إسرائيل على السلطة وهي ليست لتحرير البلاد أو الفوز في الحرب على "الإرهاب".
ودعوة بوش المتثاقلة لعقد مؤتمر أنابوليس للسلام، جاءت في محاولة من الإدارة الأميركية لتدارك خطئها بعد مضي سبع سنوات، حيث بًشّر بوش بأن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني سيصلان إلى نوع من الاتفاق قبل مغادرته البيت الأبيض.
لكن ماذا حدث بدلا من ذلك الاتفاق؟ حدث ما نراه من ميراث بوش في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو مشهد القتلى والجرحى في شوارع غزة، حسب ما قال الكاتب.