دخل العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الثامن على التوالي على قطاع غزة مرحلة جديدة ببدء القوات الإسرائيلية هجوما بريا في غزة على ثلاثة محاور، وتوعدت المقاومة الفلسطينية بإحباطه فيما أفاد شهود عيان بأن عناصر من المقاومة ردوا على ذلك التوغل بإطلاق قذائف هاون.
.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العملية البرية التي بدأت بالفعل ستستمر لأيام طويلة، فيما أشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن الهدف منها هو السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ في غزة.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط مع بدء المرحلة البرية من الحرب وتوعد من يتعاون مع عناصر المقاومة من سكان قطاع غزة.
وقال موسى أبو مرزوق نائب المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن التوغلات الإسرائيلية بدأت في مناطق فارغة ولم تدخل مناطق آهلة بالسكان.
وأكد أبو مرزوق في اتصال هاتفي مع الجزيرة على سلامة الموقف القتالي للمقاومة الفلسطينية وأن قدرات المقاومة لم تتأثر في الأيام الثمانية من العدوان الإسرائيلي.
وأوضح مراسلو الجزيرة أن التوغل بدأ من عدة جهات من شمال القطاع والشمال الشرق من خلال قصف مدفعي وتحليق مكثف للطائرات العسكرية ليس فقط للتغطية على الوحدات البرية، ولكن لشن غارات على أهداف أخرى في القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح بأن انفجارا وقع على بعد حوالي 300 متر من مكتب الجزيرة في غزة عندما أسقطت طائرة إسرائيلية قنبلة على مقر أمني يتبع للحكومة الفلسطينية المقالة فدمرته بالكامل.
صواريخ المقاومة الفلسطينية وصلت إلى أسدود داخل إسرائيل (الفرنسية)
استعداد المقاومة
وقال المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أبو ثائر إن المقاومة الفلسطينية ستتصدى للتوغل البري الإسرائيلي وستكشف المفاجأة التي لا يتوقعها العدو الإسرائيلي.
وأضاف أبو ثائر في اتصال مع الجزيرة أن فصائل المقاومة على استعداد للمواجهة، والجيش الإسرائيلي هو الخاسر من العمليات البرية، والمقاومة لن تنكسر.
وكان الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب قد توعد بمفاجآت إن أقدمت إسرائيل على العملية البرية في غزة، وقال "حينها سيرى العدو ما لا يتوقعه، والمقاومة تستطيع الاستمرار لسنوات وليس لأيام رغم كل ما يتعرض له القطاع الحبيب".
وقد استبق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية بإطلاق قنابل مضيئة في مناطق شمال وشرقي قطاع غزة التي تستخدم عادة لإنارة موقع عمليات القوات البرية.
وكانت إسرائيل قد حشدت عددا من الدبابات على تخوم قطاع غزة، وكانت القوات الإسرائيلية في وقت سابق تبحث عن عنصر المفاجأة للبدء في اجتياح بري.
أحد ضحايا قصف إسرائيلي لمسجد ببيت لاهيا أسفر عن استشهاد عشرة مصلين (الفرنسية)
شهداء العدوان
وفي التصعيد العسكري المتواصل قصف الطائرات الإسرائيلية مسجدا في بيت لاهيا أسفر عن سقوط عشرة شهداء، ليرتفع عدد الشهداء في بداية الأسبوع الثاني للهجمات إلى 465 بينما فاق عدد الجرحى 2400.
وقد استهدفت طائرات إسرائيلية مسجد الشهيد إبراهيم المقادمة في بيت لاهيا أثناء إقامة صلاة المغرب فيه بحضور العشرات من المواطنين، ما أسفر عن سقوط عشرة شهداء بينهم طفلان وإصابة أمثر من 20 آخرين بجروح.
وفي تطور آخر سقط أربعة شهداء في قصف قرب بوابة صلاح الدين. ومن شهداء اليوم عنصران بكتائب عز الدين القسام استشهدا جراء غارة إسرائيلية على سيارتهم في خان يونس جنوب القطاع أسفرت عن جرح آخر.
وكانت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية قد واصلت في وقت سابق استهداف بلدات ومدن جنوب إسرائيل بالصواريخ خلفت إلى الآن مقتل أربعة إسرائيليين وجرح آخرين.
وقد استمر اليوم سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية على أهداف إسرائيلية في أشكول وأُسدود وكوسوفيم وعسقلان.
ونقل مراسل الجزيرة في بيت حانون عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن 15 صاروخا سقط اليوم على مناطق إسرائيلية أصابت اثنين بجراح في بلدتي عسقلان وأسدود
المصدر
www.aljazeera.net