فرق كبير بين سهرة حميمة بين الأحبة والأصدقاء في ليلة رأس السنة أو في احتفالية العيد، تكون فيها الأزياء متألقة ببساطة وذوق، وبين عرس فخم يتطلب تفصيل فستان خاص بحجم المناسبة وصرف الآلاف عليه، إلى جانب تنسيقه مع اكسسوارات ومجوهرات لا تقل فخامة وتألقا.
فأكبر مطب يمكن ان تقع فيه الواحدة منا ان تكون بإطلالة مبالغ فيها في مناسبة تكون فيها كل الحاضرات بسيطات أو العكس.
ولا شك انك قد لاحظت ان مؤشرات الموضة في السنوات الأخيرة تميل إلى عدم التفريق بين مناسبات النهار والمساء في الكثير من الأحيان. فملابس النهار قد تكون مطرزة بخيوط من الذهب أو الفضة، او مرصعة بأحجار سواروفسكي أو بقطع من الصلب لمنح بعض البريق بشكل لا يتعارض حتى مع أماكن العمل.
باستثناء البنوك وبعض المؤسسات الحكومية طبعا، بينما قد تكون ملابس المساء ايضا بنفس الأسلوب، أي تطريزات وترصيعات بجرعات خفيفة يمكن الإضافة إليها حسب اسلوبك ومزاجك، من دون ان تبدي وكأنك لم تقومي بأي جهد يليق بالمناسبة.
الملاحظ ايضا انه، وبعد سنوات من إدمان العديد من النساء، الشابات بالذات، بنطلونات الجينز المطرزة مع حذاء بكعب عال وقميص أو بلوزة متألقة في المساء، نشهد هذه الأيام تراجعا في الإقبال على هذه القطعة.
والسبب ببساطة ان الأزياء المطروحة حاليا تجمع بين عمليته والراحة التي يمنحها للابسته، وبين الأناقة التي استوحيت من الأربعينات والخمسينات والثمانينات من القرن الماضي وترجمت بلغة العصر.
بيد أن الأمر الذي يتناساه البعض منا أن من أهم أبجديات الأناقة أن لا تكون الأزياء التي نلبسها هي التي تلفت الأنظار إلينا، بل المهم ان نبدو انيقات فيما نلبسه.
وللأسف سقطت هذه المعلومة من قاموسنا اليومي في ظل غزو ثقافة زوجات لاعبي كرة القدم اللواتي اصبحن مليونيرات بين ليلة وضحاها، وأنعشن موضة كل يحمل اسم الماركة بالبنط العريض، سواء تعلق الأمر بـ«تي-شيرت» أو فستان أو حقيبة يد، وأثرن على الذوق العام، بشكل أو بآخر، رغم انهن لم يكن في يوم من الأيام أيقونات موضة يمكن الاقتداء بهن.
لكن اللوم لا يقع عليهن وحدهن، فهناك أيضا ثريات روسيا اللواتي يردن ان يتألقن في أزياء كل ما فيها ينطق بأنها غالية الثمن، وإلا ما الفائدة من شرائهن لها، حسب منطقهن.
وفي خضم سيادة هذه الثقافة، وجدت المرأة نفسها منقادة من دون وعي إلى ما هو سائد وتناست ان الأناقة لا تعني الموضة. السر هذه السنة أن تنسي الفخامة والأناقة المتناهية من الرأس إلى أخمص القدمين، وان تستعيضي عنها بأناقة شابة وجريئة.
أناقتها تكمن في خياطتها المفصلة بشكل هندسي أو فني، وجرأتها في افتقادها التطريزات الكثيرة والترصيعات البراقة.
قد يبدو في الأمر بعض التناقض، فالجرأة تتعارض في اغلب الاحيان مع مفهوم البساطة، لكن بعد مواسم عديدة من النقوشات المتضاربة والفساتين المرصعة بكميات سخية من أحجار سواروفسكي، فإن البساطة تعتبر تحديا وجرأة بحد ذاتها. المسألة ليست مقاطعة كل ما يلمع، بل العكس تماما، لكن من خلال الاكسسوارات، إن امكن، أو الاكتفاء بالبريق كأحد التفاصيل، وليس كلها، وعندما يكون التصميم جديدا.
لاسيما وان المصممين يتبارون منذ سنوات على استعراض مواهبهم في التفصيل الذي يخدم المرأة ويبرزها في أجمل حلة، مما نتج عنه تصميمات رائعة تكفي ان تقوم لوحدها بدور البطولة في أي مناسبة تحلين بها، سواء كانت على شكل فستان يتتبع تفاصيل الجسم بقماش وطيات تراعي مقاييسها الطبيعية، أو بإضافة تطريزات خفيفة هنا وهناك تشهد بأن الفستان موجه للسهرة وليس لمكتب عمل.
في هذه المناسبات، أنت لا تحتاجين إلى فستان سهرة بذيل أو بتنورة منفوخة طويلة، بل إلى زي خاص بالكوكتيل، كونه يجمع بين اناقة السهرة وعملية النهار، أما إذا كنت مصرة على البريق، فلا بأس عليك، فهو لا يزال موضة جارٍ بها العمل هذا الموسم، المهم ان تحرصي ان يكون الزي بتصميم يضج بالمرح والحيوية وليس بتصميم كلاسيكي.
لتتألقي في أي مساء وأي مناسبة هذا الموسم:
- لا تتنازلي عن قلم لرسم الحواجب.
- استعملي احمر شفاه قوياً وانسي ملمع الشفاه.
- تسريحة مبتكرة، شينيون مثلا، عوض تركه منسدلا أو متماوجا.
- استعملي رموشا اصطناعية.
- انسي بودرة التسمير، فالإطلالة الحالية ان تكون بشرتك نظيفة مثل البورسلين حتى يمكنك ان تضعي عليها ماكياجا واضحا.
- لا تبخلي على نفسك بالمجوهرات الغالية جدا ذات الحجم الكبير إن امكن، فهذا هو الجزء الذي لا يمكنك ان تتبعي فيه الحل الوسط. إذا لم تكن إمكاناتك تساعد على هذا، فعليك بالاكسسوارات الكبيرة والمبتكرة التي يطرحها العديد من مصممي دور الأزياء والمحلات الكبيرة بأسعار متفاوتة.
- حقيبة يد خاصة بالسهرة، صغيرة الحجم بحيث يمكنك حملها باليد، يمكن ان تكون مرصعة بالأحجار أو براقة بالذهبي أو الفضي حسب الفستان