لصرف المقررات التموينية
البطاقة الذكية وفرت الدعم.. ولكن!
تحقيق: أنجي البطريق
صاحب البطاقة يطلب الرقم السرى بنفسه لاستلام المقرر التموينى
البطاقة الذكية تطور تكنولوجي للبطاقات الورقية في العصر الذي نحيا فيه طفرة معلوماتية فميكنة البيانات والصرف الآلي من خلالها يجعل يبدو الأمر أكثر بساطة وسهولة في التعامل والأكثر من ذلك أنها توفر الدعم للمستحقين وحجبه عن غير المحتاجين..
وبطاقة التموين الذكية عبارة عن كارت به شريحة ممغنطة يشبه كروت تليفون الهواتف الأرضية المنتشرة في شوارعنا يلازمنا توأما لها عبارة عن كارت آخر يخدشه صاحبه ومسجل عليه الرقم السري الذي تفتح به البطاقة ومسموح للفرد بصرف مستحقاته التموينية طوال الشهر وحتي الساعة12 من منتصف ليل لآخر يوم في الشهر حيث يتم فصل الماكينة أوتوماتيكيا ولا يحق لأحد بعدها الصرف وهذا النظام الإلكتروني متصل ببعضه بشبكة واسعة تصل لمكتب التموين التابع له كل بقال حتي يستطيع موظف التموين تحديد التوقيت واليوم وكمية الصرف اذا حدثت مشكلة لأي منتفع..
ورغم أن هذا النظام أتي بثماره عند تطبيقه في مرحلته التجريبية الا أن العديد من المشاكل واجهت المواطنين فمنهم من ظهر خطأ اسمه وآخر ظهر خطأ في اعداد الافراد في بطاقته وثالث مع أن اسمه صحيح وبطاقته سليمة ولكن لا تقبلها الماكينة ولم يصرف مطلقا ومشاكل أخري نحاول تحديدها من خلال هذا التحقيق.
.. بدأت جولتنا لدي التجار الذين أكدوا جميعا عدم تقبلهم في البداية لنظام الميكنة لا لشئ الا لأنه يحتاج الي تدريب وقد يعكس بعض الصعوبة حيث يؤكد أبوالفتوح اسماعيل ـ بقال تمويني ـ أن الرقم السري يقوم المواطن بإدخاله بنفسه إذا كان يجيد القراءة والكتابة أما اذا لم يكن يجيدها فيمليه علي التاجر ليدخله نيابة عنه ويوجد لكل مستفيد بطاقة ممغنطة خضراء وكارت أخضر آخر به الرقم السري يضع البطاقة الممغنطة في ماكينة الصرف والأخري في يده ليكتب منها الرقم السري حيث أن ماكينة الصرف تعمل هي الأخري بكارت ممغنط يشبه كارت التليفون المحمول ليربطها بمكتب التموين التابع له وكذلك المركز الرئيسي حيث تسجل الماكينة الوقت والكمية المنصرفة واليوم والساعة لأي استفسار أو خطأ قد يحدث ويريد أن يستعلم عنه المنتفع من مكتب التموين..
ويشير الي أن هناك مشاكل تواجهه كبقال تمويني وأهمها عدم وعي المواطن بالموضوع ككل حيث يحضر لنا المواطن ليتسلم حصة الشهر السابق في أوائل الشهر الجديد كما كان يحدث من قبل ولا يقبل تبريراتنا بعدم امكانية ذلك حيث تفصل الماكينة اليا في آخر كل شهر ويسقط حقه في حصة التموين لهذا الشهر.
أما أحمد محمد نور الدين ـ بقال المواد التموينية ـ فأشار الي أن ماكينة الصرف تعمل بالورق الحراري وهم كتجار يحصلون عليه مجانا وتتوافر لديهم ماكينة صرف احتياطية لاستخدامها عند حدوث أي عطل حتي تأتي الشركة وتقوم باصلاح الأخري فورا. ولا يتعطل بذلك صرف التموين.
وأضاف أنه يحمل الماكينة الخاصة به لمكتب التموين في اليوم الأول من كل شهر للمحاسبة حيث يتم اعطاء البونات وتحديد الكمية المنصرفة واستكمال الباقي للشهر القادم حيث يحدد مكتب التموين الكميات الباقية التي نحتاجها للمنتفعين بأكملهم وطبعا يتم الغاء حصة المتخلفين عن الصرف خلال الشهر السابق أتوماتيكيا.
وأكد محمد يحيي كمال مدير عام مشروع البطاقات التموينية والمدير التنفيذي للبطاقة الذكية بوزارة التضامن الإجتماعي أن المرحلة الأولي للبطاقة الذكية تشمل16 محافظة وتبلغ5,5 مليون بطاقة وتنتهي هذه المرحلة في مايو المقبل.
ويشير إلي أنه ماتبقي من محافظات سيبدأ العمل فيها من أول يونيه المقبل وحتي أول يناير2010 ليتوقف العمل تماما بالبطاقة الورقية ويكتمل العمل بالأخري الذكية...
وأكد أن أهم المشاكل التي تواجههم تكون مع البقالين التموينيين لأنهم يدعون عدم قدرتهم علي تشغيل الأجهزة ولكن الشركة المنفذة للمشروع تقوم بعمل تدريب يومي لهم مجانا بفروعها في كل محافظة حتي يجيدوا إستخدام الماكينة وتزول اسباب هذه الشكوي.
وأكد وجود نسبة أخطاء في ادخال البيانات الا أن نسبة الاخطاء لا تتجاوز10% كالإتفاق المبرم في العقد مع شركة ادخال البيانات واستخراج البطاقات الا أن أي خطأ يتم تصحيحه مجانا وفورا من خلال عمل استمارة تعديل تقوم الشركة بادخالها ورغم ذلك فقد حققت البطاقة الذكية الجدوي المتوقعة منها حيث وفرت الدعم بنسبة20% كما اثبتت التجربة في محافظة السويس ولذلك فسيكون الوفر المتوقع دعم البطاقات التموينية نحو9 مليارات جنيه.
ومن بين المحافظات التي تطبق فيها المشروع الشرقية والمنوفية لذلك حاولنا الوقوف فيهما علي طبيعة الأمر من خلال المختصين..
أكد محمد شاهين وكيل وزارة التموين بالشرقية أنه تم تنفيذ البطاقة الذكية أو المميكنة بنسبة100% في جميع أرجاء المحافظة.
ولأن الإدخال تم بشكل سريع فقد حدثت بعض الأخطاء إما في تسجيل عدد الأفراد أو في الأسماء ولكن هذه الأخطاء يتم إصلاحها بشكل سريع لأن معظمها نتج عن تأخر إضافة المواليد ولكن حتي هذا يتم إصلاحه..
أما بالنسبة للبطاقات المميكنة التي لم تجد لها حصة رغم استخراج بطاقة للمستفيد فهذا سببه في الغالب عدم مراجعة البطاقات الورقية عام2006 ـ2007 ولذلك فقد استمر صرفها حتي إستخراج البطاقة الذكية ولكن بعد مراجعة البيانات تم وقفها رغم أن أن إسم المنتفع قد يكون دخل في كشوف البطاقة الذكية إلا أنه ليس من حقه الصرف..
وبالنسبة لنظام المحاسبة فإنه يتحدد فيه كمية السلع المنصرفة والمتبقي منها وكذلك يتم تحديد آخر رصيد للسلع لذلك فالبطاقة الذكية ألزمت التاجر لأنها ممغنطة ولا يمكن الأدعاء بأن أحدا صرف وهو لم يصرف بعد لأن البطاقة الذكية لها رقم سري لا يعرفه إلا صاحبها ولا يستطيع أحد إدخالها غيره, لذلك فلا يستطيع التاجر التصرف في السلع لأن النظام الإليكتروني مركزي في كل محافظة مما يضمن وصول دعم السلع التموينية لمستحقيه.
ويضيف شاهين في السابق كان مسموحا أن يتم صرف السلع التموينية لعدة أشهر لمن تخلف ومعظمهم يكون من غير المحتاجين للدعم ولكن الآن لا يتم صرفها الا كل شهر.
وأشار إلي أن أي بطاقة تموين ذكية لها رقمان بخلاف الرقم السري يتم تدوينهما عليها أحدهما الرقم القومي للمستفيد والثاني رقم البطاقة الذكية ذاته..
.. أما عزت أحمد حمزة وكيل وزارة التضامن بالمنوفية فأكد أنه تم الإنتهاء من البطاقة الإليكترونية مما مكننا من الحفاظ علي الدعم وبهذا أصبح المواطن شريكا في الحفاظ علي الدعم الذي يصل اليه حيث يحصل علي إيصال مطبوع من الكمبيوتر بالكمية المنصرفة والمبلغ المفترض دفعه مقابل ذلك.
ويشير إلي أن الماكينة عبارة عن جزءين جزء يدخل فيه البطاقة وجزء آخر يوضع أمام المنتفع ليكتب الرقم السري وبعد التسجيل يخرج إيصال بالكمية المستحقة له والمبلغ المفروض..
أما بالنسبة للمشاكل التي واجهتنا في محافظة المنوفية فقد قمنا بتشكيل جهاز رقابي محكم من التفتيش الإداري ليقوم بتعديل أي خطأ يظهر في البطاقات لننهي المشكلة في غضون أيام قليلة وربما في يوم واحد..
الاهرام 22/2/2009